أشواق سعدي يوسف : بين الفن و الثورة

لا أعتقد أن هناك خلافا جوهريا بين الصورة و معناها لدى سعدي يوسف. إن هذا الشاعر الذي يكتب حكاية عن خيانة الجنس البشري لعواطفه النبيلة ، و في نفس الوقت يتورط في تأملات شكسبيرية عن الهوس و الجنون و السلطة ، لا يتنكب الدرب الوعر فقط ، و لكنه يحاول جاهدا أن يدفع المعاني الخاصة إلى حيز المضامين العامة ، الهموم ، الإشكاليات ، أو باختصار : القصيدة. فعلا غالبا ما تخرج القصيدة عن إطارها اللغوي لتدخل في دائرة يطلق عليها فرويد ( محقا ) اسم اللاشعور ، و ليسلي فيدلر ( بأناقة بلاغية ) القرين الأسود.لكل كلمة لدى سعدي يوسف قرين توأم ، و هو في معظم الحالات شرير ، قاتل محترف ، إرهابي. أو لنقل بأمانة علمية : أوديب مستتر . أو بصراحة مؤلمة :